النصر- تطلعات الجماهير، واقع الإدارة، ومستقبل العلامة التجارية

المؤلف: متعب العواد09.09.2025
النصر- تطلعات الجماهير، واقع الإدارة، ومستقبل العلامة التجارية

أضحت مطالب جماهير النصر أكثر إلحاحًا وواقعية من ذي قبل، فالمطالبة بإنهاء عمل الشركة الربحية جاءت في أعقاب اختبارات عملية أظهرت مدى الانحدار، والانتقادات الموجهة للمدير الرياضي تمحورت حول قضايا أساسية وهامة، وإقالة المدرب بيولي مثلت خطوة فنية موفقة، وإن جاءت بعد تأخر، وذلك بعد تصريحات نواف العقيدي الصريحة، التي أكدت ما طرحته الجماهير منذ بداية الموسم المنصرم.

لقد كشف العقيدي عن تفاصيل كانت غائبة عن الأنظار، من بينها ابتعاد الإدارة عن اللاعبين، واتخاذ قرارات دون الرجوع إلى مرجعية واضحة، بالإضافة إلى تعامل إداري اتسم بالمراوغة، كما حدث في مسألة انضمامه إلى نادٍ أوروبي خلال فترة الإيقاف. الصورة التي رسمها الحارس الشاب تلخص حقيقة تفتقر إلى مقومات النجاح.

فالشركة الربحية التي تتولى المسؤوليات التنفيذية لم تستطع تحقيق الانسجام الإداري والفني المطلوب. كلام العقيدي، بالإضافة إلى آراء رؤساء سابقين وأعضاء شرف، يشير إلى أن القرارات اتسمت بالارتجالية، وأن التغيير لم يقم على أسس ممنهجة ومدروسة. وكانت النتيجة هي غياب تحقيق الإنجازات، على الرغم من التغييرات المتوالية.

أما المؤسسة غير الربحية فقد تضاءل دورها الرقابي بشكل ملحوظ. فمعايير الحوكمة والتنظيم قد انحرفت عن مسارها الصحيح، دون وجود أي دلائل على المراجعة أو المحاسبة.

جماهير النصر، التي تساند كيانًا يحتل مكانة عالمية مرموقة في قيمة علامته التجارية، تقف في ذهول أمام واقع إداري لا يواكب تطلعاتها. ويتساءل هذا الجمهور عن اختفاء صوت القيادات في القطاعات ذات الصلة بالرياضة والترفيه والتعليم داخل صندوق الاستثمارات العامة، وهو المالك للشركة النصر الربحية، وينتظرون تدخلًا يعيد للنادي توازنه واستقراره المفقود.

إن المشروع الذي يقوده معالي المحافظ ياسر الرميان يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في عالم الاحتراف، ويتطلب تحقيق توازن دقيق بين الربحية والحفاظ على الهوية. وعندما يغيب الوضوح والكفاءة يتولد إحباط وغضب جماهيري يهدد المكاسب التي حققها المشروع.

النصر اليوم في أمس الحاجة إلى إدارة واعية ومدركة لأبعاد كرة القدم. فالوقت الراهن يستدعي اتخاذ قرار فاصل وحاسم، لا تقديم تبريرات وأعذار متكررة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة